محمدٌ صلّى الله عليه وسلم هو أفضل الناس وأحسنهم، وهو المتربّع ليس فقط على قمّة البشر بل على قمة المخلوقات جميعها، فهو - صلى الله عليه وسلم - أحبّ المخلوقات إلى الله تعالى وأشرفهم وأعظمهم، ولهذا حَباهُ الله تعالى بالصفات التي تليق بمقامه الكريم خَلقاً وخُلقاً.
من شاهده - عليه الصلاة والسلام - وصفه بأنّه أفضل البشر وأحسنهم، ومن سمع بسيرته في زمانه أو في الأزمان التي تليها وتأمل فيها وجد أنّه أحسن الناس خُلقاً وأجلهم وأعظمهم، ولهذا كان الرّسول - عليه الصلاة والسلام - قدوة المسلمين؛ إذ إنّ الإسلام يتمثل في شخصه الكريم عليه صلوات الله تعالى وسلامه.
صفات الرسول الخَلقيةحظي الصحابة الكرام - رضوان الله تعالى عليهم - بشرف صحبة النبي - صلى الله عليه وسلم - ولقائه وتأمل ملامحه الشريفة، وقد نقلوا إلينا وصفه عليه الصلاة والسلام، فقال البراء بن عازبٍ - رضي الله عنه - في وصف الرّسول - صلى الله عليه وسلم -: (كان النبي صلى الله عليه وسلم مربوعاً - متوسط القامة -، بعيد ما بين المنكبين، له شعر يبلغ شحمة أذنه، رأيته في حلةٍ حمراء، لم أر شيئاً قط أحسن منه).
وصفه أنس - رضي الله عنه - فقال: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أزهر اللون - أبيض مستدير- ، كأنَّ عرقه اللؤلؤ، إذا مشى تكفأ، ولا مَسَسْتُ ديباجة - نوع نفيس من الحرير- ولا حريرة ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا شممتُ مسكة ولا عنبرة أطيب من رائحة رسول الله صلى الله عليه وسلم).
وصفه الصحابة أيضاً بأنّ وجهه كان يشبه الشمس وآخرون وصفوه بأنّه كالقمر، وكان الصحابة الكرام يتطيبون بعرقه - صلى الله عليه وسلم - إذ إنّه أطيب من المسك، وكان عليه السلام غليظ اليدين، وواسع الفم، وفي بياض عينيه حمرة، وبين كتفيه خاتم النبوة، وقد أعطى الرّسول - صلى الله عليه وسلم - قوّةً كبيرةً جداً وقد ظهر هذا في سيرته الشريفة، إذ إنّ الصحابة الكرام كانوا يحتمون به - صلى الله عليه وسلم - عندما تشتدّ المعركة فيكون أقربهم للعدو.
صفات الرسول الخُلقيةخُلقه صلى الله عليه وسلم هو خلقٌ عظيم، إذ قال فيه الله تعالى في القرآن الكريم:(وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ){سورة القلم:4} ولهذا كان صلى الله عليه وسلم قدوةً للمسلمين وغيرهم ممّن يريدون أنْ يقتربوا من كمال الأخلاق قدر الإمكان، فكان - صلى الله عليه وسلم - متواضعاً، يأكل مع الناس ممّا يأكلون، ويمشي في الأسواق، ويحمل بضاعته، ويتأدب عند حديثه مع الناس من دون ضعفٍ أو ذلٍّ، فكان يبدأ بالسّلام ويوصي الناس بها ويصغي إلى من يحدثه، ولا يسحب يده إن صافحه أحدٌ إلى أنْ يسحب الآخر يده، ويبتسم في وجههم على الدّوام، وكان عليه الصلاة والسلام لا يمدّ رجليه أبداً بين النّاس.
لم يكن عليه الصلاة والسلام يزكّي أحداً على الآخر، فكان عليه الصلاة والسلام يقبل الهدية، والدّعوة، من أيّ أحدٍ حتى ولو على الشيء القليل، فيقول صلى الله عليه وسلم:(لو دعيت إلى كراع لأجبت، ولو أهدي إلي ذراع لقبلت)رواه بخاري، وكان عليه الصلاة والسلام يقبل من عذر من يعتذر إليه، وكان من نظر إليه من بعيد هابه، فعندما يتعامل معه ويتكلم معه يُحبه.
كانت معاملته صلى الله عليه وسلم مع الخدم، والعبيد، والأطفال، والنّساء مثالاً يحتذى به، إذ إنّه - عليه الصلاة والسلام - كان يأكل مع الخدم ولا يهين أحداً، ويعامل الأطفال برفقٍ يلعب معهم، ويداعبهم، ويعلمهم عن طريق اللعب بطريقةٍ يستطيعون فهمها، وكان عليه الصلاة والسلام يوصي بالنساء خيراً ويعاملهنّ بكلّ خير، ويعامل زوجاته بكلّ حبٍّ، وتقديرٍ، واحترامٍ، ويشاورهنّ، ويأخذ برأيهنّ.
الحديث عن صفاته عليه الصلاة والسلام وأخلاقه حديثٌ طويلٌ لا ينتهي، فسيرته عليه الصلاة والسلام كلّها تصفه في طريقة تعامله مع الناس والمواقف جميعها، ولهذا علينا جميعاً أن نحتذي بأخلاقه عليه الصلاة والسلام وندرسها جيداً، والأهمّ من هذا كلّه أن نطبقها في حياتنا اليومية.
المقالات المتعلقة بصفات الرسول عليه الصلاة والسلام